لماذا حرم علم الكلام؟
هناك عدة أسباب حرم بعض العلماء علم الكلام، منها:
خوفهم من أن يؤدي علم الكلام إلى التشكيك في العقائد الإسلامية، وذلك بسبب اعتماده على العقل في إثبات العقائد، وقد يخطئ الإنسان في استخدام العقل، فيقع في الكفر والشرك.
اعتقادهم أن علم الكلام يخالف أسلوب السلف الصالح في التعامل مع العقيدة، حيث كان السلف يعتمدون على النقل في إثبات العقائد، دون اللجوء إلى العقل.
أن علم الكلام قد يؤدي إلى التعصب بين الفرق الإسلامية، حيث يسعى كل مذهب كلامي إلى إثبات صحة مذهبه وإبطال المذاهب الأخرى، مما يؤدي إلى الخلاف والشقاق بين المسلمين.
وقد عارض بعض العلماء هذه الآراء، ورأوا أن علم الكلام علم نافع وضروري، وأنه لا يؤدي إلى التشكيك في العقائد الإسلامية، بل يساعد على ترسيخها في نفوس المسلمين.
وفيما يلي بعض الآراء التي تحرم علم الكلام:
قال الإمام أحمد بن حنبل: "من قال في القرآن برأيه فهو ضال، ومن قال في القدر برأيه فهو كافر".
قال الإمام مالك بن أنس: "لا يحل لأحد أن يتكلم في الكلام إلا من كان عالماً بالقرآن والسنة والفقه، فإن تكلم فيه بغير علم ضل".
قال الإمام الشافعي: "لا يحل لأحد أن يتكلم في الكلام إلا من كان فقيهاً في الدين عالماً بالقرآن والسنة، فإن تكلم فيه بغير علم ضل".
ولكن هناك أيضًا العديد من العلماء الذين اعتبروا علم الكلام علمًا نافعًا وضروريًا، ومنهم:
قال الإمام أبي الحسن الأشعري: "علم الكلام علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذهب السلف وأهل السنة".
قال الإمام أبي المعالي الجويني: "علم الكلام علم يبحث فيه عن أصول الدين، ويعرف فيه ما يجب لله تعالى وما يجوز عليه وما يستحيل عليه، وما يجب على العبد لله تعالى وما يجوز عليه وما يستحيل عليه".
قال الإمام فخر الدين الرازي: "علم الكلام هو علم يبحث فيه عن العقائد الإيمانية، ويثبت صحتها بالأدلة العقلية والنقلية".
ويرى هؤلاء العلماء أن علم الكلام لا يؤدي إلى التشكيك في العقائد الإسلامية، بل يساعد على ترسيخها في نفوس المسلمين، كما أنه يساهم في الدفاع عن العقيدة الإسلامية ضد الشبهات التي تثار حولها.
تعليقات
إرسال تعليق